«الحرس السني القديم» يبعث من جديد عبر تحالف لاختبار الحظوظ في الانتخابات المحلية
25-تموز-2023
بغداد ـ العالم
يبدو أن المحافظات الغربية والشمالية عاجزة عن إنتاج تكتل أو حركة سياسية مدنية أو شبابية، كما هو حال مناطق الوسط والجنوب، إذ ما زالت الأسماء والعناوين تراوح مكانها في تلك المحافظات، بل ان أوراقا محترقة تريد ان ينفخ في روحها من جديد عبر الانتخابات المحلية المنتظرة، نهاية العام الجاري.
وما يلاحظ أيضا، ان جميع التحالفات السياسية للقوى السنية لم تخرج عن الاصطفاف الطائفي من ناحية التحالف أو الاتفاق على الدخول في قوائم موحدة، خصوصاً في بغداد وديالى. كما أن الشعارات والوعود تشابهت مع الشعارات والوعود التي رفعتها هذه القوى في آخر انتخابات برلمانية عام 2021: إعادة النازحين، إخراج المليشيات من مراكز المدن، تعويضات، الكشف عن مصير المختطفين، وقف الاعتقالات العشوائية، وغيرها من الوعود أخرى لم تنفذ تلك القوى أيا منها برغم مرور أكثر من 9 أشهر على تشكيل حكومة السوداني.
وفي تطور جديد للمشهد السني، أعلن عدد من الأحزاب والقيادات السياسية السنية المعروفة، تشكيل تحالف جديد بعنوان "الحسم الوطني" لدخول انتخابات مجالس المحافظات (المحلية)، والتي من المقرر أن تجرى في 18 كانون الثاني/ ديسمبر المقبل.
وعلى وقع بدء التحضير لإجراء الانتخابات المحلية في العراق والمقررة في ديسمبر/كانون الأول المقبل، تواصل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات تسلّم طلبات المشاركة في هذه الانتخابات من قبل الأحزاب والتحالفات السياسية المختلفة، حيث أعلنت، الإثنين الماضي، وصول عدد الأحزاب والكيانات السياسية المُسجّلة لخوض الانتخابات المحلية إلى 270، والتحالفات السياسية إلى 9، عدا عن التحالفات السابقة البالغة 42 تحالفاً.
ومن المنتظر أن تجرى الانتخابات المحلية في 18 كانون الأول المقبل. وستكون هذه أول انتخابات محلية تجرى في العراق منذ نيسان 2013، أي بعد غياب دام نحو 10 سنوات، بسبب الحرب ضد تنظيم "داعش"، والاحتجاجات الشعبية عام 2019 التي طالبت بإلغاء مجالس المحافظات.
التحالف الذي أعلن عنه الأسبوع الماضي، يرأسه وزير الدفاع، ثابت العباسي، بينما يشغل رئيس البرلمان الأسبق أسامة النجيفي منصب الأمين العام، وعضوية كل من وزير المالية السابق رافع العيساوي، وزعيم حزب "الحل" جمال الكربولي، ووزير التخطيط الأسبق نوري الدليمي، وغيرهم.
ولعل العامل المشترك بين كل هذه الشخصيات، هو خلافهم مع زعيم حزب "تقدم" رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، خصوصا أن النواة الرئيسة لـ"الحسم الوطني" هي تحالف الأنبار الموحد، المناوئ للحلبوسي. وأعلن في أكثر من مناسبة رفضه سيطرته على القرار السني.
العضو البارز في "تحالف الأنبار الموحد"، محمد الدحام، يرى أن "خريطة القوى السياسية ستتغير في الأنبار بشكل كبير قريباً". في إشارة إلى ما ستفضي إليه نتائج الانتخابات المحلية نهاية هذا العام.
ويقول الدحام، إن تحالفه "منفتح على جميع القوى السياسية، باستثناء حزب تقدم بزعامة الحلبوسي، والأمر وصل بين تحالف تقدم وتحالف الأنبار إلى كسر العظم"، وفقاً لقوله. كما يوضح أن شعار كشف ملفات الفساد سيكون الأبرز في حملتهم الانتخابية.
وحول الحراك السياسي الحالي في مناطق شمال وغرب العراق، يعلق الباحث في الشأن السياسي يحيى الكبيسي، أن ما وصفه بـ"الجغرافية السنية" ستشهد "تحالفات جديدة، من المبكر معرفتها جميعاً الآن، فمن المعروف أن موضوع التحالفات في هذه الجغرافية تبقى رمالاً متحركة حتى لحظة تسجيل التحالفات في مفوضية الانتخابات".
وبخصوص حظوظ التحالف الجديد في كسب أصوات الناخبين، قال الباحث في السياسات الاستراتيجية، كاظم ياور إن "أغلب قيادات الحسم مخضرمون في العمل السياسي منذ عام 2003، خاصة أسامة النجيفي ورافع العيساوي، وأطراف أخرى في الحزب الإسلامي العراقي".
وتوقع ياور عودتهم إلى قيادة المشهد السني، ذلك لأن القانون الانتخابي الجديد يجعل من المحافظة دائرة انتخابية واحدة وليست متعددة، واحتساب الأصوات يجري وفقا لقانون سانت ليغو 1.7، وهذا يختلف عما جرى العمل به في الانتخابات البرلمانية عام 2021.
وأوضح أن "أصوات الكتل الموزعة بين الأقضية والنواحي ومركز المحافظة لن تذهب هدرا وستُجمع لصالح القائمة الكبيرة، لذلك فإننا سنرى منافسة قوية من حيث جمع الأصوات، وإن الأحزاب المنضوية في الحسم لديها خبرة عقدين من الزمن، وتمتلك تنظيمات يمكن الاعتماد عليها في التنظيم الانتخابي".
ورأى الباحث أن "الأحزاب القديمة لا يزال لديها تأثير قوي في المحافظات السنية، خلافا لما عليه حزب (تقدم) بزعامة محمد الحلبوسي الذي تشكل قبل سنوات قليلة، ونجح بفعل قانون الانتخابات السابق، لذلك فإن لدى قادة (الحسم) فرص كبيرة للعودة إلى المشهد السياسي". وأشار ياور إلى أن "عدم اندماج العزم مع الحسم، سببه أن الأول يسعى إلى تحقيق الكتلة الأكبر في الساحة السنية من خلال انتخابات مجالس المحافظات المقبلة، خصوصا أن ثابت العباسي زعيم (الحسم) كان أحد قيادات (العزم) بزعامة مثنى السامرائي". أما المحلل السياسي غانم العابد، فيجد أن "تحالف الحسم سبب نوعا من الصدمة لأهالي محافظة نينوى تحديدا، على اعتبار أن أسامة النجيفي تحالف مع شخصيات من خارج المدينة، والتي من المفترض أن تكون لها خصوصية بعد تحريرها من تنظيم داعش".
وأضاف العابد، أن "أهالي نينوى دائما ما كانوا ينتقدون أن هناك وافدين من محافظات أخرى يأتون إليها ويستحوذون على المقاعد الخاصة بها، لذلك رغب سكان المدينة بإنشاء قائمة من نينوى هي التي تستحوذ على غالبية مقاعدها".
ولفت إلى أن "الشخصيات في تحالف حسم تعتبر من الحرس القديم، وهي نالت أكثر من مرة فرصة انتخابية في السابق، لذلك لا أعتقد أنها ستحقق النتائج المرجوة، وهذا ينطبق على قوائم عدة ظهرت مؤخرا، كونها لا تلبي طموحات أهالي نينوى، وأن المدينة تفتقر حتى اليوم إلى قائمة قوية".
واستبعد العابد أن تحقق قائمة "الحسم" المقاعد التي على الأقل يتمناها قادة التحالف نفسه، وإنما أتوقع أن تكون هناك مقاطعة كبيرة لهذه الانتخابات ما لم تظهر هناك شخصيات قوية قادرة على تقديم الخدمات للمواطنين.
وتوقع المتحدث أن "تكون مجالس المحافظات في المدن السنية عبارة عن خليط من كل هذه الأطراف التي لن يقتنع بها الشارع العراقي، لذلك سيجري جذب الناخبين عبر المال السياسي وشراء الذمم فقط لا غير".
ولفت إلى أن الدعم الخارجي للقوى السياسية السنية في العراق يأتي من أكثر من دولة، سواء من تركيا أم قطر والإمارات، لذلك لا أعتقد أن يكون هناك تأثير من أنقرة على رئيس تحالف "الحسم" ثابت العباسي كونه شخصية تركمانية.
ورأى العباد، أن "الفرصة أكبر للقوائم المحلية الصغيرة الناشئة من داخل المحافظة نفسها وغير مرتبطة بتحالفات من خارجها، وذلك إذا نظمت نفسها وقدمت شخصيات انتخابية تقنع بها الشارع السني".
وأعرب عن اعتقاده بأن القوائم الناشئة المحلية بإمكانها التفوق على القوائم الكبيرة، سواء التي يقودها الحرس القديم، أو الشخصيات السياسية الأخرى الممولة من الخارج والعاملة بالساحة السنية حاليا.
وأعلن أمين عام الحسم الوطني أسامة النجيفي، الثلاثاء الماضي، أن التحالف يضم شخصيات سياسية معروفة، وأنه يطمح لبناء بلد يستند على القانون بعد أن عانى من الإرهاب والفساد والسلاح المنفلت.
وأكد النجيفي أن أهم هدف يسعى إليه التحالف، هو تحقيق التغيير واحترام الهوية الوطنية، ومنها احترام هوية المحافظات المحررة (السنية) التي عانت الكثير بسبب الإرهاب والسياسات قصيرة النظر والمنهج الطائفي للبعض، فضلا عن التهميش ضد أبنائها من المليشيات، ومن أهمها السيطرة على هذه المحافظات ونهب أموالها والاعتداء على كرامة أبنائها.
وشدد على أن الانتخابات سواء المحلية أو البرلمانية، هي فرصة للإعلان عن الخيار الوطني والإرادة الوطنية، والرد على أصحاب المصالح الضيقة ورعاة الفساد والسلاح المنفلت، ولذلك فإن المشاركة بالانتخابات نصبح فاعلة واجبة.
النزاهة تحقق في قضية تهريب الذهب من مطار بغداد
18-تشرين الثاني-2024
الأمن النيابية: التحدي الاقتصادي يشكل المعركة المقبلة
18-تشرين الثاني-2024
الجبوري يتوقع اقصاء الفياض من الحشد
18-تشرين الثاني-2024
نائب: الفساد وإعادة التحقيق تعرقلان اقرار «العفو العام»
18-تشرين الثاني-2024
منصة حكومية لمحاربة الشائعات وحماية «السلم الأهلي»
18-تشرين الثاني-2024
مسيحيون يعترضون على قرار حكومي بحظر الكحول في النوادي الاجتماعية
18-تشرين الثاني-2024
الموازنة الثلاثية.. بدعة حكومية أربكت المشاريع والتعيينات وشتت الإنفاق
18-تشرين الثاني-2024
النفط: مشروع FCC سيدعم الاقتصاد من استثمار مخلفات الإنتاج
18-تشرين الثاني-2024
تحديد موعد استئناف تصدير النفط من كردستان عبر ميناء جيهان التركي
18-تشرين الثاني-2024
فقير وثري ورجل عصابات تحولات «الأب الحنون» على الشاشة
18-تشرين الثاني-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech